حذر العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، من الاقتراض السفهي والانجرار وراء الديون والانسياق وراء الشهوات المدمرة والتي لا يرجى منها طائل، ولا تعود على الشخص أو المجتمع بأي فوائد تذكر.
وأكد العلماء خلال دروسهم ومحاضراتهم أمس، أن سداد الدين واجب، وأن أول ما يتوجب سداده بعد وفاة المدين هو دينه بحيث يتم استقطاعه من التركة، مستشهدين بأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدين فقال “إن أعظم الذنوب عند الله عز وجل بعد الكبائر، يلقاه عبد بها، رجل يلقى الله وعليه دين لا يدع له قضاء”، كما قال:”والذي نفسي بيده لو قتل أحدكم في سبيل الله ثم عاش ثم قتل ثم عاش ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى دينه”.
وقال الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الإسلام حذر من الدين وعواقبه، وإن الشراء بالقسط أو بالتقسيط لون من ألوان الدين لا ينبغي للعاقل أن يلجأ إليه إلا للضرورة، وإن على المقترض أن ينوي السداد.
ا أتلفها الله”، مؤكداً أن المماطلة في السداد منهي عنها، حتى وإن كان الشخص الآخر المقترض منه غنياً، واستدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم “مطل الغني ظلم”. وشدد خلال محاضرته في مسجد الرسالة أمس، على ضرورة توثيق الدين بين الدائن والمدين وذلك استجابة لما ورد في القرآن الكريم “يا أيها الذين آمنو إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه”، لافتا إلى فضل إبراء المعسر والتنازل له عن الدين أو إمهاله إلى حين ميسرة، حيث يقول الله عز وجل “وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون”. |
وقال إن دولة الإمارات تتعامل مع قضية الدين الخاص بالأفراد معاملة خاصة، حيث أنشأت صناديق لمعالجة الديون وسد جزء كبير عن المدينين، داعيا جمهور المسلمين إلى أن يضبطوا تصرفاتهم فلا يقعوا في فخ الاقتراض غير الضروري لمجرد الكماليات والترفيهيات.
من جانبه، قال الدكتور خالد عبد السلام عبد اللطيف من علماء الأزهر، إن الإقراض والاقتراض أمور أباحتها الشريعة الإسلامية، حيث كان النبي يقترض والصحابة أيضا كذلك، ولكن كان القرض لضرورات ملحة، وكان يكتب لأجل معلوم ومحدد، وعندما يحين الموعد ترد القروض لأصحابها ومنها ما يتم التصدق بها على المعسرين، وقد يتم إمهال البعض.
وأضاف أن الإسلام رغب في الإقراض والتيسير على المسلمين، وفي الحديث الشريف “رأيت مكتوباً على باب الجنة الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشرة حسنة”، مشدداً على ضرورة كتابة الدين وبحضور الشهود ضماناً للحقوق، ولعدم التزيد أيضا من جانب الورثة أو النسيان، مثمناً ما قام به صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من خطوات للم شمل الأسر المعسرة التي يقضي بعض أبنائها عقوبة الحبس نتيجة الديون، من خلال قضاء ديونهم وإنشاء صندوق لإعانة المقترضين والمتعثرين، داعياً الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.
من جانبه، قال إبراهيم خليل البخاري الحسيني خلال محاضرته في مسجد درويش بن كرم، إن الله عز وجل نهى عن الإسراف والتقتير وطلب من عباده التوسط في جميع الأمور، وأباح الاقتراض ولكن لضرورة ملحة، مشيراً إلى أن الناس تتسابق على اقتناء الأشياء الثمينة دون سبب، إلا أن تتشبه بالآخرين دون استطاعة وتدخل نفسها في باب الدين وعدم القدرة على السداد، مضيفا أنه ورغم أن المقرض ينال الأجر والثواب على ذلك، إلا أن المقترض يلزمه أن يكون موفياً بالدين ملتزماً بتوقيته غير مماطل فيه. وكان الشيخ البخاري قد ألقى محاضرة على المسرح الوطني حضرها ما يزيد على 4 آلاف مسلم، تحدث فيها حول أخلاق الصائم القلبية والعملية واللسانية، وحفظ الجوارح وعدم العبث واللهو غير المباح سواء في نهار رمضان أو في ليله، كما تناول واجبات المسلم والتزاماته خلال الشهر الكريم.
وتوجه السادة العلماء في ختام محاضراتهم بالدعاء إلى الله تعالى أن يزيد من فضله على هذا البلد، وأن يوفق قيادته الرشيدة إلى ما فيه الخير، وأن يمدهم بموفور الصحة والعافية.
وقد بلغت فعاليات السادة العلماء ليوم أمس قرابة 60 فعالية على مستوى الدولة، تنوعت ما بين المحاضرات في المؤسسات، ودروس المساجد، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.
No comments:
Write comments